عاش “مهرجان السجّادة الحمراء السينمائيّ” في غزّة للمرّة الرابعة، كانت حالات الحصار والفقر والتهميش الّذي تعانيه غزّة، تهدّد المهرجان كما تهدّد الكثير هناك.
في عامه الأوّل، افتُتح المهرجان على أنقاض الشجاعيّة، وفي عامه الثاني، عُرضت أفلامه على الميناء، وفي العام الثالث عُرض في “مركز رشاد الشوّا”، أمّا هذا العام، فقد استطاع القائمون على المهرجان تنظيمه على بقايا مبنى “سينما عامر”، الّتي هدمها متطرّفون عام 1996، باسم الدين والعادات والتقاليد، إلّا أنّ حالة الطقس، فالإنذار بالمطر الّذي قد يهطل على رؤوس الناس والمعدّات، اضطرّتهم إلى عقده في “مسرح الهلال الأحمر”، المكان ذاته الّذي هدمته الحرب عام 2014، وصار أنقاضًا.
انتصار للفنّ
تحدّثت فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة إلى الناطق الإعلاميّ باسم المهرجان، الشاعر سائد السويركي، وسألناه: ما الجديد هذا العام؟
قال سائد: “الجديد في ’مهرجان السجّادة الحمراء‘، أنّنا لم نرد أن نكتفي بعرض أفلام سينمائيّة، وإنّما أردنا أن ننتصر للحالة الفنّيّة، نحن لا نريد أغنية، بل نريد أن ننتصر للحالة الموسيقيّة؛ فقرّرنا أن نمنح الآخرين فرصة لأن يكونوا جزءًا من هذه الاحتفاليّة.
تواصلنا مع فنّانين تشكيليّين؛ ليكون على يمين السجّادة الحمراء ويسارها معرض تشكيليّ، يعرض بالخارج، وبعد عرض فيلم أو فيلمين تكون استراحة؛ لمتابعة معارض الفنّ التشكيليّ، وهناك التعبير بالرقص أيضًا، وهذا جزء من العروض بالمسرح، إلى جانب فرقة من 15 طفلًا وطفلة، قامت بعرض رقص تعبيريّ.
تقول هذه العروض إنّ غزّة لها حقّ التعبير والحرّيّة، وهذا جميل جدًّا؛ فهناك أصوات جميلة وفنون جميلة وأرواح جميلة. سوف ننتصر للفنّ كلّه لا للسينما فحسب، يجب أن تكون السينما أبًا لكلّ الفنون الأخرى: الصوت والصورة والحركة، فإذا تحدّثنا عن الموسيقى فهي موجودة في السينما، وإذا تحدّثنا عن التشكيل، فالتشكيل موجود في السينما، فنحن في هذا العام وسّعنا المجال أكثر؛ ليشمل المزيد من الفنون”.
فوق الأنقاض
سألنا السويركي عن العام القادم، فأجاب بأنّ “الإعداد سيكون من البداية لاحتفاليّة لها علاقة بالإبداع، رغم الظروف الصعبة للمكان، إلّا أنّ الشباب سيبذلون جهودًا جبّارة؛ لكي يعرض كلّ واحد منهم عمله. نحن سنقدّم لهؤلاء الشباب فرصة أن يكونوا جزءًا من هذا المهرجان، المكان جزء مهمّ من رسالة الفنّ، رغم تعدّد الأماكن الّتي عرضنا فيها سابقًا، كانت مقصوفة، مثل ميناء غزّة و’مركز رشاد الشوّا’، وأماكن العرض في غزّة كلّها كانت مقصوفة، فقد اخترنا هذا العام في البداية ’سينما عامر‘، وهي واحدة من دور العرض، لكنّها كانت بلا سقف وبلا كراسيّ، حاولنا تعديل المكان، لكنّنا فكّرنا في احتمال أن تُمطر، وكان هذا الاختيار مغامرة؛ فقرّرنا في النهاية الذهاب إلى ’مسرح الهلال’، التابع لـ ’الهلال الأحمر’، وأقمنا العروض في هذا المسرح، ومع أنّه هُدم في حرب عام 2014، إلّا أنّنا أقمنا فيه العروض.