أثارني جدل جميل في هذا الفيلم الوثائقي بين الصورة وموسيقاها وحروفي مضمون هذا العمل للمخرج خليل المزين ، والذي شاهدناه على قناة الجزيرة مما احدث هذا الجدل الجميل بين مكونات عناصر هذا العمل في ذهني تساؤل رئيسي برز من خلال مشاهدتي للوقائع, وكيف رتبت ترتيبا بهائيا .. من حيث الصورة وجمال لغتها .. والتساؤل هو: هل قصد المخرج المزين تجاوز عقبات صعوبة الأعمال التوثيقية ؟! التأريخية !! في ظل فقر شديد لوثائق وأدلة تاريخ مدننا الفقيرة ؟ هل فعل ذلك؟
نتساءل بالرغم من قناعتنا بأنه التزم بالمضمون والحقيقة التاريخية الشفهية التي أوردها المؤرخون وشهود
هذا العمل , للدلالة على عظمة المدينة من ناحية بالمعني العاطفي.. والشعبي.. والتاريخي. وعظمة المؤامرات التي توالت عليها في شكل احتلالات متعاقبة بكل تفاصيلها/ من قتل / ونهب للثروات / وتبديد لمعالم الجغرافيا / والموروث الثقافي… في دلالة رمزية لأهداف أي احتلال من قوى غاشمة لمدينة بيضاء.
وببساطة وفق المزين في جوانب كثيرة بالمزج بين العظمتين (عظمة المدينة_وعظمة الاحتلالات )فهذا المزج الذي أبدعه في صورة وموسيقى ليصل إلى النتيجة التي يرغب وهي أن المدينة باقية والعابرون لم ينجزوا شيئا !!
إلا تأريخ المدينة ولكن أين الحكمة ؟ وأين المصيبة؟ وهل يحق لنا ان نقرأ العابرون ونحددهم فقط ارتباطا بمفهوم الاحتلال؟ وهل يحق لنا أن نقرأ العابرون ارتباطا بمفهوم الاغتصاب والاحتلال معا؟ من حيث نهب الثروات واغتصاب حرية الشعوب وفردية الحك
م والحكم المطلق لمدن تريد أن تعيش وفق حقوقها الإنسانية والمدنية بدون حروب واغتصابات يومية ، وبدون إراقة دماء في شوارع المدينة التي مر على جلدها كل الطغاة والاحتلالات وادوات القمع وبقيت هي حزينة غارقة في دماء أبنائها وتائهة في شوارعها الترابية وفقر معظم مواطنيها وقلة حيلتهم أمام العابرون الذين لم يكن لديهم إلا لغة القتل و التهجير وعناوين كثيرة ضد شوارع المدينة وأبنيتها
حروب واغتصابات يومية وبدون إراقة دماء في شوارع المدينة التي مر على جلدها كل الطغاة والاحتلالات وأدوات القمع وبقيت هي حزينة غارقة في دماء أبنائها وتائهة في شوارعها الترابية، وفقر معظم مواطنيها وقلة حيلتهم أمام العابرون الذين لم يكن لديهم إلا لغة القتل و التهجير وعناوين كثيرة ضد شوارع المدينة وأبنيتها الحزينة عبر الزمن ولذلك أتساءل هنا وفق هذا التحليل وهذه القراءة لعمل المخرج خليل المزين فهل سيضيف المخرج مستقبلا عابرون جدد على جلد غزة وهل سيجيب عن تساؤل:
(غزة-من قلب ظهر المجن ) أم انه سيكتفي بؤلئك العابرون الخارجيون ، ولذلك هل يحق لنا الاستنتاج
أن غزة رفضت تاريخيا أي حكم لها !!!
مدونة بذلك تاريخها وتاريخ مقومات بقائها على هذا الشكل التي أرخت به للعابر ون على جلدها ذكريات
من موت وانتصارات واغتصابات وصورة لم تذهب من ذهن أبناء غزة الحائرة اليوم والباحثة عن كنس عابرون
جدد .