الفلسطينيون يمشون على “السجادة الحمراء” في ميناء غزة

الفلسطينيون يمشون على “السجادة الحمراء” في ميناء غزة

احتشد مئات الفلسطينيين في قطاع غزة لحضور افتتاح أعمال “مهرجان السجادة الحمراء”، للأفلام السينمائية في نسخته الثالثة، في الهواء الطلق بميناء مدينة غزة.

السجادة الحمراء التي ارتبطت بالسياسيين والفنانين حول العالم، أصرَّ منظمو المهرجان أن تكون طريقاً للفلسطينيين للوصول إلى شاشة العرض الخاصة بالمهرجان، للتأكيد على قيمة وأهمية المواطن الفلسطيني.

وانطلقت فعاليات المهرجان في قطاع غزة مساء أمس الجمعة، بالتزامن مع مدينة رام الله في الضفة الغربية، ومدينة حيفا داخل مناطق 48.

وقال الناطق باسم المهرجان سائد السويركي، إن لجنة “مهرجان السجادة الحمراء” اختارت ميناء غزة مكاناً للعرض، لإبراز هذا المرفأ الذي يخلو من المسافرين وحقائب السفر، ولتسليط الضوء على الحصار الإسرائيلي الممتد على سكان القطاع منذ أكثر من 10 سنوات.

وأوضح السويركي في حديثه لـ”سبوتنيك”، إلى أن اللجنة المنظمة اختارت 45 فيلماً للعرض على مدار 4 أيام من أصل 100 فيلم وصلت من عدة دول حول العالم، مشيراً إلى أن الأفلام المختارة تحاكي مشاكل حقوق الإنسان، وغيرها من القضايا الانسانية.

ولفت إلى أن العرض بدأ بفيلم “اصطياد الأشباح” للمخرج رائد أنضوني، والذي يعرض فيه قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مضيفاً “أردنا من خلال المهرجان كذلك إظهار مأساة الأسرى الفلسطينيين، خاصة في ظل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى منذ 26 يوماً على التوالي”.

يشار إلى أن اللجنة المنظمة للمهرجان قامت بتوزيع شراب الماء والملح الذي يعد الطعام الوحيد للأسرى في السجون الإسرائيلية خلال الإضراب عن الطعام، للتأكيد على تضامنهم مع قضيتهم العادلة.

وفي ذات السياق نوَّه السويركي إلى أن، “وصول الأفلام إلى قطاع غزة تم عن طريق تحميلها وإرسالها عبر الشبكة العنكبوتية، وذلك لتجنب التعقيدات والإجراءات الاسرائيلية على المعابر، التي يمكن أن تعيق وصول الأفلام بالشكل الطبيعي”، مؤكداً أن السلطات الإسرائيلية حالت دون وصول العديد من الفنانين ومن بينهم نجوم عالميون إلى القطاع.

وأضاف، “هناك اهتمامٌ كبير من شركات الانتاج حول العالم بالمهرجان، وذلك بعد النجاح الكبير للنسختين الأولى والثانية”.

يذكر أن النسخة الأولى من المهرجان أقامها المنظمون وسط الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014، حيث تم اختيار منطقة الشجاعية التي تعرضت معظم منازلها للقصف الإسرائيلي ليُفرش بين ركامِها السجادة الحمراء.

من جانبه قال عبد الله العلوي أحد حضور المهرجان، إن “هذا اليوم يوم عالمي تشهده فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص، والعدد الكبير من الحضور يدلُّ على أهمية الحدث الذي احتضنه ميناء مدينة غزة”.

وأشار العلوي في حديثه لـ”سبوتنيك” إلى أن هذه المهرجانات تعمل على إبراز صورة فلسطين بشكل أكبر، كذلك إبراز حجم الحصار والظلم الذي يقع على سكان قطاع غزة، مضيفاً “رغم كل ما نتعرض له لا زلنا نؤمن بالفن والجمال ونخلقه ليستمع العالم به”.

من جانبها قال نسرين أبو عامر، أحد الحضور في حديثها لـ”سبوتنيك”،  إنها تفاجئت من التنظيم الرائع للمهرجان ومن الاختيار المناسب لمكان إقامته في مدينة غزة.

وأضافت أبو عامر، “فلسطين ليست بلد للحرب والموت فقط، بل هي كذلك وطن للحياة والفن والحب، ومهرجان السجادة الحمراء يجسد هذه الحياة بأبهى وأجمل صورها”، مشيرةً إلى أن “اللفتة الجميلة التي قام بها منظمو المهرجان بتوزيع شراب الماء والملح كذلك تؤكد على ترابط مكونات الشعب ببعضها مهما كان لون واتجاه كل واحدٍ فينا”.

Close Menu